'ديوتيما' تعيش في زمن عظيم، مادام الزمن عامرًا بالأفكار العظيمة،
ولكن لا يمكن للمرء أن يصدق كم كان صعبًا تحقيقُ الأعظم والأهم منها
.. كانت جميع الشروط متوفرة، ما خلا شرطًا واحدًا: معرفة أيٍّ منها هي
الأعظم والأهم! ففي كلِّ مرة تكون فيها 'ديوتيما' على وشك أن تنحاز
إلى فكرة مثل هذه، كان عليها أن تلاحظ أنه سيكون شيئًا عظيمًا أيضًا
أن تحقق العكس من ذلك ..
'ديوتيما' تعيش في زمن عظيم، مادام الزمن عامرًا بالأفكار العظيمة، ولكن لا يمكن للمرء أن يصدق كم كان صعبًا تحقيقُ الأعظم والأهم منها .. كانت جميع الشروط متوفرة، ما خلا شرطًا واحدًا: معرفة أيٍّ منها هي الأعظم والأهم! ففي كلِّ مرة تكون فيها 'ديوتيما' على وشك أن تنحاز إلى فكرة مثل هذه، كان عليها أن تلاحظ أنه سيكون شيئًا عظيمًا أيضًا أن تحقق العكس من ذلك ..
أظهر الكل ..
تحميل ..
إنه يتردد في أن يصنع من نفسه شيئًا ما. فالشخصية، المهنة، نمط الوجود
الثابت، هذه كلها في نظره تصورات ينعكس فيها الهيكل العظمي الذي
يُفترَض أن يكون كلَّ ما تبقى له في النهاية. يسعى إلى أن يفهم نفسه
بطريقة أخرى؛ وبميله إلى كلِّ ما يُغنيه داخليًّا، وإنْ كان ممنوعًا
أخلاقيًّا أو ثقافيًّا، يشعر بنفسه مثل خطوة حرة تقوده نحو الجهات
كلِّها، من توازن إلى آخر، ودائمًا إلى الأمام ..
إنه يتردد في أن يصنع من نفسه شيئًا ما. فالشخصية، المهنة، نمط الوجود الثابت، هذه كلها في نظره تصورات ينعكس فيها الهيكل العظمي الذي يُفترَض أن يكون كلَّ ما تبقى له في النهاية. يسعى إلى أن يفهم نفسه بطريقة أخرى؛ وبميله إلى كلِّ ما يُغنيه داخليًّا، وإنْ كان ممنوعًا أخلاقيًّا أو ثقافيًّا، يشعر بنفسه مثل خطوة حرة تقوده نحو الجهات كلِّها، من توازن إلى آخر، ودائمًا إلى الأمام ..
أظهر الكل ..
تحميل ..
الرجل الذي لا خصال له
تقييم هذا الكتاب :
4.5/5 | 2 تقييم
مؤلف الكتاب
نبذة عن الكتاب
رواية "الرجل الذي لا خصال له" عمل أدبي له أثر كبير في الحداثة الأوربية على صعيد تجديد الشكل الروائي.. يذكر ان موزيل تلقى تعليمه في معهد التربية العسكرية الشهير في ميريش فايسكيرشن. ثم دخل كلية الهندسة الميكانيكية في ..
رواية "الرجل الذي لا خصال له" عمل أدبي له أثر كبير في الحداثة الأوربية على صعيد تجديد الشكل الروائي.. يذكر ان موزيل تلقى تعليمه في معهد التربية العسكرية الشهير في ميريش فايسكيرشن. ثم دخل كلية الهندسة الميكانيكية في برون وتخرج مهندساً عام 1901. وعندما ضمت النازية الألمانية النمسا اليها عام 1938 هاجر عن طريق ايطاليا الى سويسرا حيث عاش في ظروف بائسة ماديا ومعنويا حتى وفاته بالسكتة الدماغية. نشر موزيل عام 1960 روايته الاولى"اضطرابات التلميذ تورلس"التي اقتبسها المخرج شلوندورف للسينما منتصف السبعينيات. الا ان اسلوب موزيل لم يتبلور الا في عام 1924 عندما نشر المجموعة القصصية"ثلاث نساء"التي تبدت فيها محاولاته التجريبية بغرض بلوغ الايجاز الواضح تعبيرا عن ادق الحالات والمحن التي يحتمل ان يتعرض لها البشر مع الطموح الى تحقيق جمالية لغوية عالية وهو ما تجلى في انجازه الاكبر في رواية "الرجل الذي لا خصال له" لتي كلفته في النهاية حياته. إذ خامرت فكرتها ذهنه منذ مطلع القرن العشرين أثناء دراسته الجامعية، ولكن برغم دقته الرهيبة في العمل والتي تصل إلى حد الهوس لم يجد الشكل المقبول لها إلا بعد زهاء عشرين عاماً. وكمثل بطل روايته حاول روبرت موزيل ثلاث مرات أن يستقر في مهنة يتصورها مبتغاه، ولكن من دون جدوى. عمل أولاً ضابطاً في الجيش، ثم أستاذاً مساعداً في جامعة شتوتغارت بعد أن درس الهندسة، وأخيراً باحثاً أكاديمياً بعدما حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة وعلم النفس. إلا أنه في كل مرة كان يهجر مهنته بحثاً عن شيء آخر لا يعلم كنهه. وفي نهاية المطاف تفرغ للكتابة الأدبية علَّه يجد ما يبحث عنه. إلا أن أعماله اللاحقة لم تلق النجاح نفسه إذ احتفى النقاد الألمان بهذه السيرة الروائية فور صدورها، ووضعوها على ذروة سامقة متفردة كرواية تؤسس للحداثة في الأدب الألماني إلى جانب أعمال كافكا وهيرمان بروخ. واعتبرها الأديب توماس مان رواية استثنائية بين الروايات الألمانية.
أظهر الكل ..
صنف الكتاب
متابعون (13)